رسالة الرئيس أنور السادات إلى الرئيس هواري بومدين حول نشوب الحرب مع إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 328"
اقتباس:
رسالة
الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، إلى الرئيس هواري بومدين،
رئيس مجلس الثورة ورئيس مجلس الوزراء الجزائري، حول نشوب الحرب مع
إسرائيل.(1)
القاهرة 6/10/1973 (الشعب، الجزائر، 9/10/1973)
قام
العدو الإسرائيلي، في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم، بمهاجمة
قواتنا بخليج السويس، بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية والبحرية. وشنت
القوات الإسرائيلية، كذلك، هجوماً ضد المواقع على طول الجبهة السورية.
وقد
مهدت إسرائيل لهذا العدوان ضد مصر وسورية بالعمليات الجوية التي قامت بها
ضد سورية يوم 13/9/1973، وتابعتها بحشد لقواتها على الخطوط السورية
واللبنانية.
إن العدوان الذي تشنه إسرائيل على الجبهة المصرية
والسورية، إنما هو استمرار للسياسة العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف ضم
القدس، وتثبيت احتلالها للأراضي العربية، وقهر إرادة الشعوب العربية.
ولقد
مارست إسرائيل، منذ حرب 1967، وبصفة خاصة منذ وقف إطلاق النيران في أغسطس
[آب] 1970، سياسة التحدي المستمر للرأي العام العالمي، وتنكرت لكل
المواثيق والقيم الأخلاقية، كما تجاهلت كافة القرارات الصادرة عن المنظمات
الدولية وعن المؤتمرات السياسية الدولية، واستمرت، في عناد وإصرار، تعمل
على تثبيت أقدامها في أرض فلسطين العربية والأراضي المحتلة.
إن
إسرائيل قد قضت على كل مبادرات وجهود السلام المبنية على أساس قرار مجلس
الأمن الدولي في 22 نوفمبر [ تشرين الثاني] 1967، كما تجاهلت مبادرات
السفير يارينغ البادئة في 8 فبراير [شباط] سنة 1971.
لقد أدانت كل
القوى العاملة من أجل السلام هذا الموقف الإسرائيلي، وعبرت عن موقفها، بكل
وضوح، بالقرارات العديدة التي أصدرتها منظمة الوحدة الأفريقية والمؤتمر
التاريخي الذي عقد بعاصمة الجزائر الشقيقة، وكذلك مؤتمرات الدول
الإسلامية. كما أكدت هذه القوى، بصفة مستمرة، استنكارها للموقف الإسرائيلي
من خلال قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وإذ تمارس
مصر اليوم حقها المشروع في الدفاع عن النفس، تطبيقاً للمادة 51 من ميثاق
الأمم المتحدة، نحيطكم علماً بالعدوان الإسرائيلي الذي وقع ضد دولتين من
دول عدم الانحياز، وهما تتصديان له بكل امكانياتهما، راجين أن تتفضلوا
بإخطار الدول أعضاء مؤتمر دول عدم الانحياز بهذا العدوان الغادر، ونأمل أن
يتحقق النصر بإذن الله.
********************************************